أبواب عديدة لمدينة واحدة للجميع إنها برج بوعريريج ملتقى عدة طرق ومناطق عندما تحط الرحال بها تجد نفسك أقرب إلى معظم ولايات الوطن فهي أقرب إلى الشمال والبحر عبر ولاية بجاية والى الجنوب والصحراء عبر بوابة المسيلة والى الشرق والهضاب الشاسعة عبر منفذ ولاية سطيف.
بين أزقتها وقراها مر التاريخ فترك أثار ومعالم على الهواء الطلق جبال ومرتفعات وقمم شاهقة تكسوها الثلوج شتاءا والاخضرار و الورود ربيعا و ثروة نباتية و حيوانية تشكل تنوعا بيولوجيا مبهرا تختزنه غاباتها الكثيفة التي تبوح وديانها الخضراء بسرها عند كل منخفض فتنعشك مياه منابعها المعدنية أو من تحت أرضها المغطاء ترسل مياه دافئة تشكل حمامات معدنية مشبعة بمادتي الكلور و الصوديوم تستخدم في عديد الأمراض كالروماتيزم و المفاصل و التنفس وغيرها برج بوعريريج هي أيضا زوايا عتيقة وتظاهرات واحتفالات ثقافية ودينية موسمية تشكل عامل جذب سياحي هام.
يعود أصل تسمية برج بوعريريج إلى عهد الأتراك العثمانيين حيث أطلقوا لفظ (البرج على المناطق المرتفعة المخصصة للحراسة والمراقبة عبر إقليم الولاية مثل برج زمورة برج غدير برج مجانة… أما لفظ بوعريريج فقد وردت بشأنه عدة روايات أهمها أنه مشتق من بابا عروج القائد التركي الذي قدم إلى المنطقة عام 1415م ونظرا لثقل اللفظ فقد خفف ليصبح بوعريريج وهناك من قال أن اللفظ مشتق من الخوذة التي يضعها الحارس التركي على رأسه ولها ريشة على شكل عروج الديك ويبدو أن هده التسمية هي الأقرب إلى الصواب والمنطق حسب بعض الدارسين لتاريخ المنطقة
ولقد أطلقت كلمة البيبان على سلسلة الجبال الواقعة بين منطقة ونوغة وبابور ، وهي ممر للطرق التاريخية تربط بين الشرق والغرب وبين الشمال والجنوب كما أن تسمية البيبان تعود الى المعبر المشهور البيبان حيث ان هذه التسمية اوجدها الاتراك وأطلق عليها بالعبارة التركية دومير رابو أي باب الحديد
يعود تاريخ منطقة برج بوعريريج إلى العصر الحجري الحديث، حيث وجدت محطات أثرية مثل العلمون ، بوصفري، تحتوي على قطع من حجر الصوان المصقول وبعض القلل والفؤوس كما وجد بإقليم الولاية آثار تعود للفترة النوميدية وهي عبارة عن أحجار كبيرة الحجم لمعاصر الزيتون لتدخل منطقة برج بوعريريج مرحلة الإحلال الروماني بعد هزيمة النوميديين والقرطاجيين ثم الإحلال الوندالي حتى مجيء الفتح الإسلامي على يد الفاتح لإسلامي موسى بن نصير في عهد الخليفة الأموي عبد الله بن مروان سنة 79هـ، واعتنق أهل المنطقة الإسلام، ودخل إقليم برج بوعريريج تحت الحكم العثماني سنة 1559م،حيث أسس حسان باشا بن خير الدين حصنا سماه البرج؛ وهو برج المقراني حاليا، بعد صراع العثمانيين نشأت إمارة المقرانيين التي سقطت على يد الإحتلال الفرنسي سنة1872م، وبعد الإستقلال ألحقت دائرة برج بوعريريج بولاية سطيف حتى التقسيم الإداري لسنة 1984م حيث انبثقت ولاية برج بوعريريج مشكلة من 10 دوائر و 34 بلدية.
حيث تتميز ولاية برج بوعريريج بموقع جغرافي متميز الهضاب العليا الشرقية على مسافة 230 كلم من الجزائرالعاصمة و 200 كلم من عاصمة الشرق قسنطينة، يحدها شمالا ولاية بجاية ،شرقا ولاية سطيف،غربا ولاية بويرة و جنوبا ولاية المسيلة و تتربع على مساحة قدرها 3920.42 كلم2 و يقدر عدد سكانها حوالي 702934 نسمة. كما تشتهر بتنوع تضاريسها و بتاريخ و أمجاد عظيمة و تراث ثري و صناعة تقليدية تعكس الموروث الحضاري و الثقافي لولايتنا ، هذه المؤهلات الرائدة انعكست على الحركية الاقتصادية و الصناعية التي تعرف زيادة في المشاريع الاستثمارية ، و اصبحت ولايتنا قطبا صناعي إلا أن الاستثمار السياحي لم يواكب الاستثمار الصناعي ، لذلك حددنا أهداف و وضعنا استراتيجية لدعم الاستثمار السياحي الذي يجب ان يساير باقي الاستثمارات من اجل افساح المجال للسياحة لتساهم في التنمية المحلية و خلق مناصب عمل و حركية دائمة بالولاية.